للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ورود اسم الله (بديع السماوات والأرض) في السنة النبوية]

ورد اسم (بديع السماوات والأرض) في السنة النبوية، ومن وروده ما يلي:

عن أنس بن مالك قال: «كنت مع رسول الله جالسًا- يعني: ورجل قائم يصلي- فلما ركع وسجد وتشهد دعا، فقال في دعائه: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ، بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، يَا ذَا الْجِلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، إِنِّي أَسْأَلُكُ، فقال النبي لأصحابه: تَدْرُونَ بِمَا دَعَا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ دَعَا بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى» (١).

معنى اسم الله (بديع السماوات والأرض) في حقه سُبْحَانَهُ:

قال الطبري : «يعني جل ثناؤه بقوله: ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [البقرة: ١١٧]: مبدعها، ومعنى المبدع: المنشئ والمحدث ما لم يسبقه إلى إنشاء مثله وإحداثه أحد» (٢).

قال الخطابي : «(البديع) هو الذي خلق الخلق، وفطره مبدعًا له مخترعًا، لا على مثال سبق» (٣).

قال الحليمي : «ومعناه: المبتدع، وهو يحدث ما لم يكن مثله قط، قال الله: ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [البقرة: ١١٧]، أي: مبدعهما،


(١) أخرجه أبو داود، رقم الحديث: (١٤٩٥)، والترمذي، رقم الحديث: (٣٥٤٤)، والنسائي، رقم الحديث: (١٣٠٠)، حكم الألباني: صحيح لغيره، التعليقات الحسان، رقم الحديث: (٨٩٠).
(٢) تفسير الطبري (٢/ ٤٦٤).
(٣) شأن الدعاء (ص ٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>