للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٦) الكذب]

يقول الشيخ السعدي عند قوله تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ [الزمر: ٣]: «أي: لا يوفَّق للهداية إلى الصراط المستقيم ﴿مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾، وصفه الكذب أو الكفر، بحيث تأتيه المواعظ والآيات، ولا يزول عنه ما اتصف به، ويريه الله الآيات، فيجحدها ويكفر بها ويكذب، فهذا أنَّى له الهدى وقد سدَّ على نفسه الباب، وعوقب بأن طبع الله على قلبه، فهو لا يؤمن؟» (١).

[٧) الإسراف]

والمسرف هو من تجاوز المعروف في شيء، يقول تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ﴾ [غافر: ٢٨]، «أي: متجاوز الحد بترك الحق والإقبال على الباطل، ووصفه بالكذاب؛ لنسبته ما أسرف فيه إلى الله، فهذا لا يهديه الله إلى طريق الصواب، لا في مدلوله ولا في دليله، ولا يوفق للصراط المستقيم» (٢).

[٨) الفسق]

يقول ابن عاشور عند قوله تَعَالَى: ﴿وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [الصف: ٥]: «والله لا يهدي القوم الفاسقين، أي: المعرضين عن أمر الله، فإن ذلك لا يستهان به؛ لأنه يؤدي إلى الرين على القلب، فلا ينفذ إليه الهدى من بعد، فلا تكونوهم، وكونوا من المهتدين» (٣).


(١) تفسير السعدي (ص: ٧١٧).
(٢) تفسير السعدي (ص: ٧٣٦).
(٣) التحرير والتنوير (٧/ ٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>