للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الزرقاني ﵀: «(إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ) (١)، أي: لطيف بعباده، يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر، فيكلفهم فوق طاقتهم، بل يسامحهم ويلطف بهم» (٢).

قال الشيخ السعدي ﵀: «فالله تَعَالَى رفيق في أفعاله، خلق المخلوقات كلها بالتدريج شيئًا فشيئًا، بحسب حكمته ورفقه، مع أنه قادر على خلقها دفعة واحدة، وفي لحظة واحدة، ومَن تدبَّر المخلوقات وتدبَّر الشرائع كيف يأتي بها شيئًا بعد شيء، شاهَدَ من ذلك العجبَ العجيبَ» (٣).

قال الإمام ابن القيم ﵀:

وَهُوَ الرَّفِيْقُ يُحِبُّ أَهْلَ الرِّفْقِ يُعْـ … ـطِيهِمُ بِالرِّفْقِ فَوْقَ أَمَانِ (٤)

[الآثار المسلكية للإيمان باسم الله (الرفيق)]

الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسم الله (الرفيق) من صفاته سُبْحَانَهُ، وتحقيق التوحيد له:

الرفيق سُبْحَانَهُ هو اللطيف بعباده، القريب منهم، يغفر ذنوبهم ويستر عيوبهم، وهو الذي تكفل بهم من غير عوض أو حاجة، يسَّر أسبابهم، وقدَّر أرزاقهم، وهداهم لما يصلحهم، فنعمته عليهم سابغة، وحكمته فيهم بالغة،


(١) سبق تخريجه.
(٢) شرح الزرقاني على موطأ مالك (٤/ ٦٢٤).
(٣) الحق الواضح المبين (ص: ٦٣).
(٤) النونية، لابن القيم (ص: ٢٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>