للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ الله، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ، أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ الله خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ» (١).

فالرجل الذي ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، ما الذي دعاه لذلك والناس لا يرونه؟ والرجل الذي دعته امرأة ذات منصب وجمال، وغابت عنه العيون ونفسه تشتهي وتتمنى، ما الذي دعاه لقوله: إني أخاف الله؟ والرجل الذي تصدق بيمينه حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه مع أن المال محبوب للنفوس، ولا يسهل عليها أن تجود به إلا بطلب عوض أعظم، ما الذي دعاه للإنفاق؟ والشاب الذي نشأ في طاعة الله ﷿ مع قوة النوازع وتوقد الغرائز، ما الذي دعاه للطاعة والكف عن المعصية؟ إنها مراقبة الله ﷿ التي كانت سببًا لنيلهم هذه المكانة والمنزلة العظيمة.

٨ - دخول الجنة ورؤية وجه الله ﷿-:

مراقبة العبد ربه سبب لدخوله الجنة، قال تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ [الملك: ١٢] أي: «في جميع أحوالهم، حتى في الحالة التي لا يطَّلع عليهم فيها إلا الله، فلا يُقدِمون على معاصيه، ولا يُقَصِّرون فيما أمر به ﴿لَهُمْ مَغْفِرَةٌ﴾ لذنوبهم، وإذا غفر الله ذنوبهم وقاهم شرَّها، ووقاهم عذاب الجحيم، ولهم أجر كبير، وهو ما أعده لهم في الجنة، من النعيم المقيم، والملك الكبير، واللذات المتواصلات، والمشتهيات … » (٢).


(١) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (١٤٢٣)، ومسلم، رقم الحديث: (١٠٣١).
(٢) تفسير السعدي (ص: ٨٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>