للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْهَرَمِ، وَالْقَسْوَةِ وَالْغَفْلَةِ، وَالذِّلَّةِ وَالْمَسْكَنَةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْكُفْرِ، وَالشِّرْكِ وَالنِّفَاقِ، وَالسُّمْعَةِ وَالرِّيَاءِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ وَالْبَكَمِ، وَالْجُنُونِ، وَالْبَرَصِ وَالْجُذَامِ، وَسَيِّيءِ الْأَسْقَامِ» (١).

تدبر حال الدنيا وأن مصيرها ومصير ملذاتها إلى الفناء والزوال، قال الله تَعَالَى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا} [الكهف: ٤٥].

تذكر الموت والبلى؛ فعن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا؛ فَإِنَّ فِي زِيَارَتِهَا تَذْكِرَةً» (٢)، وقال في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ» (٣) يعني: الموت.

[الأثر السادس: اتصاف العبد بالحلم]

الله الحليم يحب أن يتصف عبده بصفة الحلم؛ لذا مدح أنبيائه به، فقال: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة: ١١٤]، وقال: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ} [هود: ٧٥]، وقال عن إسماعيل: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} [الصافات: ١٠١]، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأشج عبد القيس -رضي الله عنه-: «إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الْحِلْمُ، وَالْأَنَاةُ» (٤).


(١) أخرجه ابن حبان، رقم الحديث: (١٠٢٣)، والحاكم، رقم الحديث: (١٩٥٠)، حكم الألباني: صحيح، صحيح الجامع الصغير، رقم الحديث: (١٢٨٥).
(٢) أخرجه أبو داود، رقم الحديث: (٣٢٣٥)، والترمذي، رقم الحديث: (١٠٥٤)، حكم الألباني: صحيح، صحيح وضعيف سنن أبي داود، رقم الحديث: (٣٢٣٥).
(٣) أخرجه الترمذي، رقم الحديث: (٢٣٠٧)، وابن ماجه، رقم الحديث: (٤٢٥٨)، حكم الألباني: حسن صحيح، صحيح وضعيف سنن ابن ماجه، رقم الحديث: (٤٢٥٨).
(٤) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>