للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث: ألا يحب شيئًا غير الله إلا من أجله، وهو الحب في الله.

الرابع: أن يبغض ما يباعده عن الله أشد من بغضه لأبغض الأشياء إليه، وهي النار» وقد جمع ثلاثةً منها حديثُ النبي الذي قال فيه: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا للهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ- بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ- كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ» (١).

[الأثر الثالث: نيل ثمرات محبة الله للعبد]

لا شك أن أعظم رتبة يبلغها المؤمن أن يكون من الذين يحبهم الله ﷿، فهي المنزلة التي يتنافس فيها المتنافسون، ويتفانى فيها المحبون، هي قوت القلوب، وقرة العيون، والمحبة التي توصل المؤمن إلى مراتب الخير والفلاح في الدنيا والآخرة، ومن أبرز ثمرات محبة الله لعبده ما يلي:

١ - الحصول على الإيمان:

عن عبد الله بن مسعود قال: «إِنَّ اللهَ يُعْطِي الْمَالَ مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ، وَلَا يُعْطِي الْإِيمَانَ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ، فَإِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا أَعْطَاهُ الْإِيمَانَ» (٢).

والله يعطي المال للبر والفاجر، والتقي والغني، فيسوق له الدنيا، ولكن لا يعطي الإيمان إلا لمن يحب، فهي الطريق المستقيم ومفتاح الجنة.


(١) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (١٦)، ومسلم، رقم الحديث: (٤٣).
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير، رقم الحديث: (٨٩٩٠)، قال الهيثمي: رواه الطبراني موقوفًا، ورجاله رجال الصحيح. ينظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (١٠/ ٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>