للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأثر الخامس: محبة (فاطر السماوات والأرض)]

إذا تأمل العبد في اسم الله فاطر السموات والأرض وما يتضمنه من الإحسان لعباده، بخلق السموات والأرض، وما أودع فيهما من مصالح شتى، بها تستقيم حياتهم وتطيب، وما سخره لهم من النعيم يوجب كل ذلك محبة فاطرهما وموجدهما، وأن يحب غاية الحب وأن يتذلل له غاية التذلل، وهذان هما قطبا التعبد لله ﷿.

الأثر السادس: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [فاطر: ١]:

التأمل في اسم الله فاطر السماوات والأرض، يشعر بمنة الله على عباده بأن خلق السماوات والأرض وأودع فيهما من المصالح والمنافع التي تعود عليهم بالخير الكثير، وسخر ذلك كله لهم كما قال سُبْحَانَهُ: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الجاثية: ١٣].

فسخر ما في السموات من نجوم يستضيئون بها في ليلهم ونهارهم، وعاقب بين الليل والنهار والشمس والقمر فحصل بذلك الحر والبرد، والفصول، ومعرفة الأيام والحساب، والاستقرار والسكن في الليل، والانتشار والسعي في النهار (١).

وسخر لهم ما في الأرض من حيوانات، ونبات، وجمادات، فجميع ما في الأرض مسخر لبني آدم، قال تَعَالَى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ﴾ [الحج: ٦٥] حيواناتها، لركوبه، وحمله، وأعماله، وأكله، وأنواع انتفاعه، وأشجارها، وثمارها، يقتاتها، قال تَعَالَى: ﴿مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ﴾ [النازعات: ٣٣]، وقد سلط على غرسها واستغلالها، واستخراج معادنها والانتفاع بها.


(١) ينظر: تفسير ابن كثير (٤/ ٢٤٩)، تفسير السعدي (ص: ٥٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>