فمن أعظم نعم الله على عباده المؤمنين: الهداية لدينه، ثم الدعوة للقيام بالواجب تجاه الناس بهدايتهم إلى ما يصلحهم، ودعوتهم لعبادة ربهم، بتعليم الجاهلين، ووعظ الغافلين والمعرضين، ومجادلة المبطلين، بالأمر بعبادة الله بجميع أنواعها، والحث عليها وتحسينها مهما أمكن، والزجر عما نهى الله عنه وتقبيحه بكل طريق يوجب تركه، خصوصًا الدعوة إلى أصل دين الإسلام، ومجادلة أعدائه بالتي هي أحسن، والنهي عما يضاده من الكفر والشرك، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، كذلك تحبيب الله إلى عباده، بذكر تفاصيل نعمه، وسعة جوده، وكمال رحمته، وذكر أوصاف كماله، ونعوت جلاله، وكذا الترغيب في اقتباس العلم والهدى من كتاب الله وسنة رسوله، والحث على ذلك بكل طريق موصل إليه كالحث على مكارم الأخلاق، والإحسان إلى عموم الخلق، ومقابلة المسيء بالإحسان، والأمر بصلة الأرحام، وبر الوالدين، إلى غير ذلك مما لا تنحصر أفراده، مما تشمله الدعوة إلى الخير كله، والترهيب من جميع الشر (١).
ثالثًا: أسباب حرمان الهداية:
هناك أسباب لا بد أن يبتعد عنها عبد الهادي، حتى لا يُحرم هداية الله، ومن ذلك:
[١) ضعف المعرفة]
فإن كمال العبد في أمرين: معرفة الحق من الباطل، وإيثار الحق على الباطل، فإن من الناس من يعرف الحق، لكن إيثاره على الباطل قد يكون عنده