إن لهذا الاسم مقتضياته من الذل والخضوع ودوام المراقبة، والإحسان والإخلاص في العبادة، والبعد عن الذنوب.
فمن علم أن ربه مطلع على سائر عمله، واستدام هذا العلم في قلبه؛ استحى أن يراه على معصية أو على ما لا يحب، وصار أكثر مراقبة لله تَعَالَى، فاستقام سلوكه وسمت روحه، وراقب الله في سره وعلانيته.
ومن تأمل الآيات الواردة في القرآن والمختومة بهذا الاسم؛ أدرك تمامًا كمال هذا الاسم وهيبته، ومن ذلك ما يلي:
إبصار الله تَعَالَى لما يحصل في خفايا الليل والنهار، فيرى دبيب النملة السوداء، تحت الصخرة الصماء، في الليلة الظلماء، يقول تَعَالَى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ [الحج: ٦١].
إبصار الله تَعَالَى لما كان وما يكون، وما نبصر وما لا نبصر، وما يعلم العباد وما لا يعلمون، وأحقيته بالعبادة دون سواه.
إبصار الله تَعَالَى لحال عباده بعد أمرهم بالاستقامة، ومدى التزامهم بالأمر، يقول تَعَالَى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [هود: ١١٢].