للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يؤذن إلا باطمئنان العباد لعناية ربهم بهم، وإصلاح أمورهم، وأن صفة المهيمن تؤذن بأمر مشترك؛ فَعُقِّبَتْ بصفة العزيز؛ ليعلم الناسُ أن الله غالب لا يُعجزه شيء … فكانت هذه الصفات في جانب التخويف، كما كانت الصفات قبلها في جانب الإطماع» (١).

[الآثار المسلكية للإيمان باسم الله (المهيمن)]

الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسم الله (المهيمن) من صفاته سُبْحَانَهُ:

الله تَعَالَى «المهيمن» الذي لا يخرج شيء عن هيمنته، فالسماء والأرض ومن فيهما صغر أو كبر، دقَّ أو جلَّ، الكل تحت هيمنته جل في علاه ﴿الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الحشر: ٢٣] هيمنة القيام والحفظ، وهيمنة الرقابة والشهادة، وهيمنة الأمن والتصديق.

فهو المهيمن القيوم (٢) الذي قام على الخلائق خلقًا ورزقًا وتدبيرًا وتصريفًا، فبهيمنته أقام السموات والأرض فثبتت ولم تزل، وبهيمنته أقام كل نفس من إنس وجن وغيرهما من سائر الدواب، فقلب الجنين خلقًا بعد خلق في ظلمات ثلاث، يحيل الدَّمَ نطفةً، والنطفةَ علقةً، والعلقةَ مضغةً، والمضغةَ عظامًا، ثم يكسو العظام لحمًا، ثم ينشئه خلقًا آخَرَ، فتبارك الله أحسنُ الخالقين.

وبهيمنته أقام للمكلفين الأديان؛ فأرسل الرسل وأنزل الكتب، ولم يترك عباده سدًى، ولم يدعهم هملًا، بل وضع لهم الشرائع التي تنظم سلوكهم،


(١) المرجع السابق (٢٨/ ١٢٣).
(٢) للاستزادة، يراجع اسم الله الحي القيوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>