للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالله سُبْحَانَهُ هو الإله الواحد الأحد، وهو المتعال عن الشريك والمثيل والند والنظير، يقول سُبْحَانَهُ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١ - ٤].

وفي إثبات كل أنواع العلو للعلي العظيم يقول ابن القيم :

وَهوَ العَلِيُّ فَكُلُّ أَنْوَاعِ العُلُـ … ـوِّ لَهُ فَثَابِتَةٌ بِلَا نُكْرَانِ (١)

[الأثر الثاني: توحيد الله باسمائه العلي الأعلى المتعال]

- دلالة أسماء الله العلي الأعلى المتعال على توحيد الربوبية والألوهية:

إن من آمن أن الله سُبْحَانَهُ له كمال العلو بأنواعه وحده، علم أنه وحده العلي بذاته فوق كل خلقه، المسيطر عليهم بقهره وقوته وقدرته، المدبر لأمورهم بكمال علمه وحكمته ورحمته، وهو الذي له الأمر من قبل ومن بعد، فلا راد لأمره وقضائه، ولا تدبير إلا تدبيره، ولا يجري من الأقدار إلا ما أراده سُبْحَانَهُ، فهو الرب الخالق العلي المستحق للعبادة وحده دون سواه، يقول تَعَالَى في أعظم آية: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [البقرة: ٢٥٥]، يقول تَعَالَى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [الحج: ٦٢]


(١) النونية (ص: ٢٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>