للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن ابن عباس ﵄، قال: «كشف رسول الله ﷺ الستارة، والناس صفوف خلف أبي بكر؛ فقال: أَيُّها النَّاسُ! إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّراتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا المُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ القُرْآنَ رَاكِعًا، أَوْ سَاجِدًا؛ فَأمَّا الرُّكوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ ﷿، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ؛ فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ» (١).

وعن عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الْآخِرِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ، فَكُنْ» (٢).

[معنى اسم الله (الرب) في حقه تعالى]

قال الطبري ﵀: «فربنا جل ثناؤه: السيد الذي لا شبه له، ولا مثل له في سؤدده، والمصلح أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمه، والمالك الذي له الخلق والأمر» (٣).

قال القرطبي ﵀: «رب العالمين، أي: مالكهم، وكل من ملك شيئًا فهو ربه، فالرب: المالك … والرب: السيد، ومنه قوله تَعَالَى: ﴿اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ﴾ [يوسف: ٤٢]، وفي الحديث: (أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا) (٤)، أي:


(١) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٤٧٩).
(٢) أخرجه الترمذي، رقم الحديث: (٣٥٧٩)، حكم الألباني: صحيح، صحيح وضعيف سنن الترمذي (٣٥٧٩).
(٣) تفسير الطبري (١/ ١٤٣).
(٤) أخرجه مسلم (٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>