للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأثر الخامس: أحسِن لمن تحت يدك:

حين يتعرف العبد على خالقه، ويعلم أن الله له السيادة الكاملة، فالسؤدد كله حقيقة لله، والخلق كلهم عبيده، فإنه يتعامل مع الناس على هذا الأساس، وخاصة مع الخدم، ومن هم أقل منه شأنًا ومنزلة.

ومن يتتبع سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- يجد أنموذجًا عمليًّا يحتذى به في هذا الجانب، ومن ذلك:

تحذيره -صلى الله عليه وسلم- من ضرب العبد أو إيذائه، فعن أبي مسعود الأنصاري -رضي الله عنه- قال: «كنت أضرب غلامًا لي، فسمعتُ مِنْ خَلْفِي صوتًا: اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ، فَقَالَ: أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ، لَلَفَحَتْكَ النَّارُ، أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ» (١)، وجعل -صلى الله عليه وسلم- كفارة ضرب العبد بعتقه، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « … مَنْ لَطَمَ مَمْلُوكَهُ أَوْ ضَرَبَهُ، فَكَفَّارَتُهُ أَنْ يُعْتِقَهُ» (٢).

حضه -صلى الله عليه وسلم- على المعاملة الحسنة لهم حتى في الألفاظ والتعبيرات، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ عَبْدِي وَأَمَتِي، كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللهِ، وَكُلُّ نِسَائِكُمْ إِمَاءُ اللهِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: غُلَامِي، وَجَارِيَتِي، وَفَتَايَ، وَفَتَاتِي» (٣).


(١) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (١٦٥٩).
(٢) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (١٦٥٧).
(٣) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٢٢٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>