للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذكر اسمه (العظيم)، فنزه عظمته عن حال العبد وذله وخضوعه، وقابل تلك العظمة بهذا الذل والانحناء والخضوع، قد تطامن وطأطأ رأسه وطوى ظهره، وربه فوقه يرى خضوعه وذله؛ ويسمع كلامه، فهو ركن تعظيم وإجلال، كما قال : «فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ ﷿» (١)» (٢).

توحيد الأسماء والصفات:

إن اسم الله (العظيم) يدل باللزوم على الحياة والقيومية والسيادة والصمدية، والعزة والأحدية، وانتفاء الشبيه والمثلية، وكذلك يدل على السمع والبصر، والعلم والحكمة، والمشيئة والقدرة، وغير ذلك من صفات الكمال.

فهو سُبْحَانَهُ العظيم الواسع الكبير في ذاته وصفاته، الذي جاوز قدره حدود الإدراك والخيال والعقل؛ لجلالته وعظمته، يقول تَعَالَى في كتابه: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١] ويقول سُبْحَانَهُ: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ [مريم: ٦٥]، فإذا كان عرشهسُبْحَانَهُ قد وصفه بالعظمة، وخصه بالإضافة إليه والاستواء عليه، فكيف بعظمة من استوى عليه وعلا فوقه سُبْحَانَهُ.

ومن نفى عنه سُبْحَانَهُ صفاته أو أولها أو فوض معانيها؛ بدعوى أن إثباتها يوهم تشبيهه بالمخلوقين؛ فقد ضل ضلالًا مبينًا، ولم يعظم ربه سُبْحَانَهُ.


(١) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٤٧٩).
(٢) شفاء العليل (٢/ ٦٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>