للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من نقص واحتياج (١).

٢ - المدبر لأمور مملكته على أتم وجوه الكمال، فلا يتصرف فيه إلا بما هو مقتضى الحكمة (٢).

والآية الأولى سبقت بالخلق، وأنه تَعَالَى لم يخلق الإنسان عبثًا، بل كان بحق وحكمة، والثانية سبقت بالحديث عن القرآن، وأنه نزل من عند الله الحق، فالملك الحق هو صاحب الملك الكامل، والذي يتصرف بمقتضى الحكمة، والملك الحق هو الذي أنزل القرآن حقًّا من عنده؛ ليقيم به حياة الناس في دينهم ودنياهم.

ثانيًا: اقتران اسم الله (الحق) باسم الله (المبين):

جاء ذلك مرة واحدة في القرآن الكريم، وذلك في قوله تَعَالَى: ﴿يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ﴾ [النور: ٢٥].

وجه الاقتران:

يقول الطبري : «وقوله: ﴿وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ﴾، يقول: ويعلمون أن الله هو الحق الذي يبين لهم حقائق ما كان يعدهم في الدنيا من العذاب، ويزول حينئذ الشك فيه عند أهل النفاق الذين كانوا فيما كان يعدهم في الدنيا يمترون» (٣).


(١) ينظر: تفسير السعدي (ص ٥١٤).
(٢) ينظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور (١٦/ ٣١٦).
(٣) تفسير الطبري (١٧/ ٢٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>