للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف: ٢٩]، وقوله سُبْحَانَهُ: ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ﴾ [يونس: ٣٢]، وقوله سُبْحَانَهُ: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [الإسراء: ٨١]» (١).

اقتران اسم الله (الحق) بأسمائه الأخرى في القرآن الكريم:

أولًا: اقتران اسم الله (الحق) باسم الله (الملك):

ورد اقتران هذين الاسمين الجليلين في كتاب الله ﷿ في موضعين، هما:

قوله تَعَالَى: ﴿فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ﴾ [المؤمنون: ١١٦].

وقوله تَعَالَى: ﴿فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: ١١٤].

وجه الاقتران:

اقترانهما فيه إشارة إلى أن ملكه سُبْحَانَهُ حق، من جهتين:

١ - دوام ملكه وكماله، فملكه سُبْحَانَهُ دائم، فلا يزال، ولا يزول، وليس فيه شائبة عجز ولا خضوع لغيره.

وفي هذا تعريض بأن ملك غيره زائف، فغيره من الخلق وإن كان له ملك ففي بعض الأوقات، على بعض الأشياء، وملكه مع ذلك زائل قاصر يشوبه العجز والخضوع للغير، فهو مالك من جهة ومملوك من جهة أخرى؛ لما فيه


(١) تفسير السعدي (ص ٩٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>