للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فـ «لا يستطيع بشر النظر إلى جلاله وجماله في هذه الدار، فإذا رأوه سُبْحَانَهُ في جنات عدن أنستهم رؤيته ما هم فيه من النعيم، فلا يلتفتون حينئذ إلى شيء غيره» (١).

فَسُبْحَانَهُ وهب الجمال لبعض خلقه وسلبهم الجلال، ووهب الجلال لبعض خلقه وسلبهم الجمال، ووهب بعض خلقه الجمال مع الجلال، لكنه سلبهم دوام الحال، وتفرد سُبْحَانَهُ الجليل الجميل بالجلال المطلق والجمال التام مع دوام الحال (٢).

وحري بالقلب أن يتعلق بصاحب الجلال والإكرام سُبْحَانَهُ، ويوحده بألوهيته وربوبيته، ويديم النظر والتفكر في آلائه وأسمائه وصفاته، ويكثر بالتضرع والخضوع لجلاله سُبْحَانَهُ، وطلب فضله وإكرامه.

وكما أن اسم الله (ذو الجلال والإكرام) دال على الربوبية والألوهية، فكذا هو دال على الأسماء والصفات؛ إذ يدل على اسم الله (ذو الفضل)، و (القدوس)، و (الكريم)، و (الجميل)، إلى غير ذلك من أسمائه سُبْحَانَهُ وما فيها من صفات.


(١) روضة المحبين، لابن القيم (ص: ٤٢١).
(٢) سيأتي مظاهر جلال الله وعظمته في اسم الله (العظيم)، وآثار كرمه في اسم الله (الكريم) .

<<  <  ج: ص:  >  >>