للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توصل إلى سخطه، من طرق يشعرون بها، ومن طرق لا يشعرون بها، وقدر عليهم أمورًا يكرهونها؛ لينيلهم ما يحبون، فلطف بهم في أنفسهم فأجراهم على عوائده الجميلة، وصنائعه الكريمة، ولطف لهم في أمور خارجة عنهم لهم فيها كل خير وصلاح ونجاح» (١).

من أقوال العلماء في المعنى الثاني:

قال الزجاج : «المحسن إلى عباده في خفاء وستر من حيث لا يعلمون، ويسبب لهم أسباب معيشتهم من حيث لا يحتسبون» (٢).

قال الخطابي : «اللطيف: هو البر بعباده، الذي يلطف لهم من حيث لا يعلمون ويسبب لهم مصالحهم من حيث لا يحتسبون» (٣).

قال ابن القيم في نونيته (٤):

وَهوُ (اللَّطِيفُ) بِعَبْدِهِ وَلِعَبْدِهِ … واللُّطْفِ فِي أَوْصَافِهِ نَوْعَانِ

إِدْرَاكُ أَسْرَارِ الأُمُورِ بِخِبْرَةٍ … واللُّطْفُ عِنْدَ مَوَاقِعِ الإِحْسَانِ

فَيُرِيكَ عِزَّتَهُ وَيُبْدِي لُطْفَهُ … والعَبْدُ فِي الغَفَلَاتِ عَنْ ذَا الشَّانِ


(١) تفسير السعدي (ص: ٧١).
(٢) تفسير أسماء الله الحسنى (ص: ٤٤).
(٣) شأن الدعاء (١/ ٦٢).
(٤) النونية (ص: ٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>