للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ﴾ [الأعراف: ٤٤]، ويدخل في ذلك كل معروف وإحسان؛ لأنها ترجع إلى البِر.

بر الله تَعَالَى لعباده في الدين:

فالبرسُبْحَانَهُ كثير الخيرات، صاحب الإحسان المطلق الذي لا ينقطع حتى مع العبد العاصي.

فمن بره سُبْحَانَهُ لعباده المؤمنين: التوفيق للإيمان والطاعات، ثم إعطاؤهم الثوابَ الجزيل على ذلك في الدنيا والآخرة، فهو الذي وفَّق وأعان أولًا، وأثاب وأعطى آخرًا.

ومن بره سُبْحَانَهُ: أنه بارٌّ بأوليائه، صادق فيما وعدهم به من الأجر والثواب، يقول تَعَالَى: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [الأعراف: ٤٤]، وقال تَعَالَى: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ [الزمر: ٧٤].

«والمقصود: أن الله سُبْحَانَهُ أعلم بمواقع فضله ورحمته وتوفيقه، ومَن يصلح لها، ومن لا يصلح، وأن حكمته تأبى أن يضع ذلك عند غير أهله، كما تأبى أن يمنعه من يصلح له، وهو سُبْحَانَهُ الذي جعل المحل صالحًا وجعله أهلًا وقابلًا، فمنه الإعداد والإمداد، ومنه السبب والمسبب» (١).

ومن بره سُبْحَانَهُ بعباده: إمهاله للمسئ منهم، وإعطاؤه الفرصة بعد الفرصة للتوبة، مع قدرته على المعاجلة بالعقوبة، يقول سُبْحَانَهُ: ﴿وَرَبُّكَ


(١) طريق الهجرتين، لابن القيم (ص: ٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>