للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لَا يَخَافُ إِلَّا الله، أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ» (١).

وتأخر النصر الموعود يعود لأحد سببين، وقد يجتمعان:

السبب الأول: وجود الحكم الربانية.

والسبب الثاني: حصول الموانع له.

وفيما يلي بيان ذلك:

من بحث في الحكم الربانية وجدها متعددة كثيرة، بعضها يفهمه العبد ولو بعد حين، والبعض الآخر استأثر الله بعلمه، ولعل من الحكم المعلومة للعبد ما يلي:

زيادة صلة العبد بربه، وهو يعاني ويتألم ويبذل، ولا يجد له سندًا إلا الله، ولا ملجأ إلا إليه، فإذا حصل النصر لا يطغى و لا ينحرف.

أن يجرب العبد كل القوى، فيدرك أن القوى وحدها بدون سند من الله لا تحقق النصر، إنما النصر من عند الله وحده.

الأخذ بأسباب نصر الله تَعَالَى في الدنيا والآخرة، وذلك بالخضوع لأمره وشريعته ونصرة دينه في نفسه ومع الناس، فالتفريط في الأسباب باب إلى الخذلان والمصائب وتأخر نصر الله تَعَالَى (٢).

أن تكون النفوس غير متهيئة بعد لاستقبال الحق والخير، وتحتاج لمزيد من الوقت.


(١) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٣٦١٢).
(٢) سيأتي ذكر أسباب الخذلان.

<<  <  ج: ص:  >  >>