للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم: من قال: «ضياء السموات والأرض» (١).

قال الشيخ السعدي : «هو الذي نوَّر قلوب العارفين بمعرفته والإيمان به، ونوَّر أفئدتهم بهدايته، وهو الذي أنار السموات والأرض بالأنوار التي وضعها، وحجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه» (٢).

قال ابن القيم :

وَالنُّورُ مِنْ أَسْمَائِهِ أَيْضًا وَمِنْ … أَوْصَافِهِ سُبْحَانَ ذِي البُرْهَانِ

قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ كَلَامًا قَدْ حَكَا … هُ الدَّارِمِيُّ عَنْهُ بِلَا نُكْرَانِ

مَا عِنْدَهُ لَيْلٌ يَكُونُ وَلَا نَهَا … رٌ قُلْتُ تَحْتَ الفَلْكِ يُوجِدُ ذَانِ

نُورُ السَّمَواتِ العُلَى مِنْ نُورِهِ … والأَرْضِ كَيْفَ النَّجْمُ والقَمَرَانِ!

مِنْ نُورِ وَجْهِ الرَّبِّ … وَكَذَا حَكَاهُ الحَافِظُ الطَّبَرَانِي

فَبِهِ اسْتَنَارَ العَرْشُ والكُرْسِيُّ مَع … سَبْعِ الطِّبَاقِ وسَائِرِ الأَكْوَانِ

وَكِتَابُهُ نُورٌ كَذَلِكَ شَرْعُهُ … نُورٌ كَذَا المَبْعُوثُ بِالفُرْقَانِ

وَكَذَلِكَ الإِيَمانُ فِي قَلْبِ الفَتَى … نُورٌ عَلَى نُورٍ مَعَ القُرْآنِ

وَحِجَابُهُ نُورٌ فَلَوْ كَشَفَ الحِجَا … بَ لَأَحْرَقَ السُّبُحَاتُ لِلْأَكْوَانِ

وَإِذَا أَتَى لِلْفَصْلِ يُشْرُقُ نُورُهُ … فِي الأَرْضِ يَوْمَ قِيَامَةِ الأَبْدَانِ

وَكَذَاكَ دَارُ الرَّبِّ جَنَّاتُ العُلَى … نُورٌ تَلَأْلَأَ لَيْسَ ذَا بُطْلَانِ (٣)


(١) المصدر السابق (١٧/ ٢٩٦).
(٢) تفسير السعدي (٥/ ٣٠٣).
(٣) النونية، لابن القيم (٢/ ٢٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>