للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول تَعَالَى: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾ [الإسراء: ١١١].

٢ - وحدانية الله ﷿ في أسمائه:

الله ﷿ واحد أحد في أسمائه الحسنى التي تليق بجلاله وعظمته وكماله، تفرد بحسنها فلا أحسن منها، وتفرد بعددها فلا يشاركه أحد في كثرتها ولا في العلم بجميعها، وتفرد بأسماء منها اختص بها فلا يتسمى بها غيره، كاسمه: الله، والأحد، والصمد، والرحمن، والخالق، والرازق (١).

وواحد أحد في كمالها، فبعض أسمائه وإن تسمى بها غيره إلا أنه واحد أحد في كمالها؛ فهي دالة على صفات كمال ونعوت جلال، لا أعلام محضة، بخلاف تسمي البشر بها، فربما تسمى الواحد منهم بعزيز، وكريم، وعليم وليس هو كذلك، وربما كان كذلك إلا أن اتصافه بما يدل عليه الاسم ناقص يليق بحاله وعجزه وضعفه؛ ولذا قال تَعَالَى: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ [مريم: ٦٥].

٣ - وحدانية الله ﷿ في صفاته:

الله ﷿ واحد أحد في صفاته العلية، متفرد بأوليته في الوجود بلا ابتداء كما جاء في الحديث: «كَانَ اللَّه وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ» (٢)، ومتفرد بآخريته بالديمومة والبقاء بلا انتهاء، قال تَعَالَى: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ﴾ [الحديد: ٣]. (٣)

وواحد أحد في كمال صفاته وجلالها؛ فهو الأحد في قهره وغلبته لكل


(١) ينظر: تحفة المودود بأحكام المولود، لابن القيم (ص: ١٢٥).
(٢) أخرجه البخاري (٣١٩١).
(٣) ينظر: إغاثة اللهفان، لابن القيم (١/ ٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>