للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كفيل، ويقال: رجل وكلة تكلة، إذا كان يكل أمره إلى غيره» (١).

قال الخطابي : «يقال معناه: أنه الكفيل بأرزاق العباد، والقائم عليهم بمصالحهم، وحقيقته أنه الذي يستقل بالأمر الموكول إليه، ومن هذا قول المسلمين: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ [آل عمران: ١٧٣] أي: نعم الكفيل بأمورنا والقائم بها» (٢).

قال القرطبي : «المستقل بجميع ما يحتاج إليه جميع الخلق من الكفاية والوقاية، والغياث والنصرة، والرزق والإقامة، والحفظ والرعاية، إلى ذلك من معاني التدبير» (٣).

من الأقوال في المعنى الثاني:

قال الطبري في قوله تَعَالَى: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾

[آل عمران: ١٧٣]-: «يعني بقوله: حسبنا الله: كفانا الله، يعني: يكفينا الله، ونعم الوكيل يقول: ونعم المولى لمن وليه وكفله، وإنما وصف الله تَعَالَى نفسه بذلك؛ لأن (الوكيل) في كلام العرب هو: المسند إليه القيام بأمر من أسند إليه القيام بأمره، فلما كان القوم الذين وصفهم الله بما وصفهم به في هذه الآيات قد كانوا فوضوا أمرهم إلى الله، ووثقوا به، وأسندوا ذلك إليه وصف نفسه بقيامه لهم بذلك، وتفويضهم أمرهم إليه بالوكالة، فقال: ونعم الوكيل الله تَعَالَى لهم» (٤).


(١) اشتقاق أسماء الله الحسنى (ص: ١٣٦).
(٢) شأن الدعاء (١/ ٧٧).
(٣) الأسنى في شرح الأسماء الحسنى (ص: ٥٠٥).
(٤) تفسير الطبري (٦/ ٢٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>