للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الطبري في قوله تَعَالَى: ﴿وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا﴾ [النحل: ٩١]: «وقد جعلتم الله بالوفاء بما تعاقدتم عليه على أنفسكم راعيًا يرعى الموفى منكم، بعهد الله، الذي عاهد على الوفاء به والناقض» (١).

قال الحليمي : «المتقبل للكفايات، وليس ذلك بعقد وكفالة ككفالة الواحد من الناس، وإنما هو على معنى أنه لما خلق المحتاج وألزمه الحاجة، وقدر له البقاء الذي لا يكون إلا مع إزالة العلة، وإقامة الكفاية، لم يخله من إيصال ما علق بقاؤه به إليه، وإدراره في الأوقات والأحوال عليه، وقد فعل ذلك ربنا- جل ثناؤه-؛ إذ ليس في وسع مرتزق أن يرزق نفسه، وإنما الله- جل ثناؤه- يرزق الجماعة من الناس والدواب، والأجنة في بطون أمهاتها، والطير التي تغدو خماصًا وتروح بطانًا، والهوام والحشرات، والسباع في الفلوات» (٢).

قال القرطبي : «يقال منه: كفل يكفل وتكفل يتكفل: إذا ضمن والتزم» (٣).

قال ابن القيم :

وَهوَ الكَفِيلُ بِكُلِّ مَا يَدْعُونَهُ … لَا يَعْتَرِي جَدْوَاهُ مِنْ نُقْصَانِ (٤)


(١) تفسير الطبري (١٧/ ٢٨١).
(٢) المنهاج في شعب الإيمان (١/ ٢٠٤).
(٣) الأسنى في شرح الأسماء الحسنى (ص: ٥٠٩).
(٤) النونية (ص: ٣٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>