للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللهِ، قال: يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟» (١).

- وأما في الآخرة:

فتكفل الوكيل بكفاية رسله وأوليائه في الآخرة من كل ما يؤذيهم، ومن ذلك:

كفايته لهم إذا حضرهم الموت الحزن على ما مضى، والخوف على ما يستقبلهم بما ينزل عليهم من الملائكة المبشرين، قال تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٣٠) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (٣١) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾ [فصلت: ٣٠ - ٣٢] (٢).

كفايته لهم شر فتنة القبر بالتثبيت عند السؤال، والتوفيق لحسن الجواب، قال تَعَالَى: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾ [إبراهيم: ٢٧]، وقال رسول الله في حديث البراء بن عازب : «وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِه، فَيَقُولانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ الله، فَيَقُولانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: دِينِيَ الإِسْلامُ، فَيَقُولانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هُوَ


(١) أخرجه أبو داود واللفظ له، رقم الحديث: (٥٠٩٥)، والترمذي، رقم الحديث: (٣٤٢٦)، والنسائي في الكبرى، رقم الحديث: (٩٨٣٧)، حكم الألباني: صحيح، صحيح وضعيف سنن أبي داود، رقم الحديث: (٥٠٩٥).
(٢) ينظر: تفسير السعدي (ص: ٧٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>