الناس شغلهم الدائم، لا ينفكون عنه في صباح أو مساء: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: ٢٧٤]
والعبد إذا انزلق في ذنب، وشعر بأنه باعد بينه وبين ربه، فإن الطهور الذي يعيد إليه نقاءَهُ، ويردُّ إليه ضياءَهُ، ويلفُّهُ في ستار الغفران والرضا: أن يجنحَ إلى مالٍ عزيزٍ عليه فينخلع عنه للفقراء والمساكين، زلفى يتقرب بها إلى أرحم الراحمين، وقد غفر الله لبغيٍّ من بني إسرائيل بشربة ماء لكلب أرهقه العطشُ، كما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة ﵁، أن النبيَّ ﷺ قال:«أَنَّ امْرَأَةً بَغِيًّا رَأَتْ كَلْبًا فِي يَوْمٍ حَارٍّ يُطِيفُ بِبِئْرٍ قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنَ الْعَطَشِ، فَنَزَعَتْ لَهُ بِمُوقِهَا فَغُفِرَ لَهَا»(١).
بل إن المرء وقت الاحتضار يتمنى الاستزادة من جميع الطاعات على وجه العموم، والصدقات على وجه الخصوص، يقول تَعَالَى: ﴿وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [المنافقون: ١٠]