مقامع من حديد، وهي المطارق التي تهوي على المجرمين وهم يحاولون الخروج من النار، فإذا بها تطيح بهم مرة أخرى إلى سواء الجحيم، قال تَعَالَى: ﴿وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾ [الحج: ٢١ - ٢٢].
٨ - قرن معبوداتهم وشياطينهم بهم في النار:
فقد كان الكفار والمشركون يعظمون الآلهة التي يعبدونها من دون الله، ويدافعون عنها، ويبذلون في سبيل ذلك النفس والمال، وفي يوم القيامة يدخل الحق تلك الآلهة التي كانوا يعبدونها من دونه للنار؛ إهانة لعابديها وإذلالًا لهم، ليعلموا أنهم كانوا ضالين، قال تَعَالَى: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾ [الأنبياء: ٩٨].
وشواهد القرآن ملأى بجبروته سُبْحَانَهُ في الآخرة لمن تجبر، فعلى المرء أن يتعوذ بالله من عذابه، وأن يتقيه.
وحري بمن عرف اسم الله الجبار، وآمن به أن يوحده سُبْحَانَهُ بألوهيته وربوبيته ويستغني بجبره وقوته وعزته وكرمه وعدله عن سائر الخلق، ويسأله وحده سُبْحَانَهُ جبر الدنيا والآخرة.
كما أن اسم الله الجبار دال على الربوبية والألوهية، فكذا هو دال على الأسماء والصفات؛ إذ يدل على اسم الله القوي، والعزيز، والكبير المتكبر إلى غير ذلك من أسمائه سُبْحَانَهُ وما فيها من صفات.