للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: حفظهم في دينهم وإيمانهم، فيحفظهم في حياتهم من الشبهات المضلة ومن الشهوات المحرمة، ويحفظهم عند موتهم فيتوفاهم على الإيمان (١).

ومن صور حفظه لهم، ما يلي:

حفظه لأوليائه من مكر الأعداء:

إبراهيم وضعه قومه في المنجنيق؛ ليرموه في النار التي أشعلوها، فأتى جبريل لإبراهيم، فقال له: «هل لك حاجة؟ قال: أما إليك فلا، وأمَّا إلى الله فَبَلَى، فقال إبراهيم : ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ [آل عمران: ١٧٣] فقال الله للنار: ﴿يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ [الأنبياء: ٦٩]» (٢).

رسول الله أجمع الكفار على قتله، وأسندوا المهمة إلى شباب ذوي قوة وجَلَد من قبائلهم، فحفظه الله بحفظه ورد كيدهم، ثم دخل الغار مع أبي بكر، وصارت قريش قاب قوسين أو أدنى منه ، حتى إن أبا بكر قال: «لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ رَفَعَ قَدَمَهُ رَآنَا» (٣)، فحفظه الله من قريشٍ ولم يروه ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ


(١) ينظر: جامع العلوم والحكم، لابن رجب (١/ ٤٦٥ - ٤٦٩).
(٢) ينظر: البداية والنهاية، لابن كثير (١/ ١٦٩).
(٣) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٤٦٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>