للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عقل هذه الأسماء، وتعبد بمقتضاها: حصلت له المراقبة» (١).

٢ - كثرة ذكر الله ﷿ بالقلب واللسان، قال ابن القيم في بيان فوائد الذكر: «يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الاحسان، فيعبد الله كأنه يراه، ولا سبيل للغافل عن الذكر إلى مقام الإحسان، كما لا سبيل للقاعد إلى الوصول إلى البيت» (٢) وذلك لأن العبد كل ما كان لله ذاكرًا كان الله معه، كما جاء في الحديث القدسي: «يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً» (٣)».

٣ - الإكثار من عبادات السر والحرص عليها، كقيام الليل في جوف الليل، وصيام النهار حيث لا يعلم به مخلوق، والقيام بالأعمال الصالحة في غفلة عن المخلوقين، فإن ذلك كله يثمر مراقبة الله ﷿ في النفوس.

٤ - محبة الله؛ فإن المحبوب يلاحظ محاب محبوبه فيسارع إليها، ويلاحظ مساخطه فيبتعد عنها، كل ذلك سعيًا في رضاه عنه، فإذا حقق العبد محبة ربه راقبه في لسانه وجوارحه وقلبه، وسعى في كل قربة وطاعة تقربه إليه، حتى يحبه فيحفظه من الحرام، كما جاء في الحديث القدسي: «وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي


(١) مدارج السالكين (٢/ ٦٦).
(٢) الوابل الصيب (ص ٤٢).
(٣) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٧٤٠٥)، ومسلم، رقم الحديث: (٢٦٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>