فيوم القيامة يوم الفتح الأكبر، حيث تجتمع الخلائق كلها في صعيد واحد، فيحكم الله بينهم بالعدل، ويجزي كل عامل بعمله، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، كما قال تَعَالَى: ﴿قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ﴾ [سبأ: ٢٦]، ويقول سُبْحَانَهُ في المجازاة: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (١٥) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ﴾ [الروم: ١٤ - ١٦].
وقد سمى الله يوم القيامة بيوم الفتح، فقال سُبْحَانَهُ: ﴿قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ﴾ [السجدة: ٢٩]؛ لأن الله ﷿ في هذا اليوم يفتح فيه على المؤمنين.
فعلى المؤمن أن لا يستعجل في دنياه الفتح، ولا ييأس أو يبتئس إن تأخر الفتح من ربه، فالنصر آت، وفتح ربك إن لم تنله في دنياك فهو مدخر لك يوم الفتح الأكبر، يوم تجازى على إحسانك وثقتك بربك وصبرك، فلا تترك للشيطان ووسوسته مجالًا لك.