للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدخول تحت ظل العرش يوم القيامة؛ فعن أبي هريرة ، أن النبي ، قال: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ الله فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ»، وذكر منهم: «وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ» (١).

و للخوف أسباب تعين عليه، ومنها:

معرفة الله بأسمائه وصفاته، فإن من عرف أن الله محيط، عظيم، عزيز، جبار، متكبر، رقيب، حسيب، قوي، متين، شديد العقاب، ذو البطش الشديد، والعذاب الأليم، وأنه لو أهلك العالمين لم يبال ولم يمنعه مانع، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون- خافه وحذر منه، كما قال سُبْحَانَهُ: ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ﴾ [آل عمران: ٢٨] (٢).

تدبر القرآن الكريم والسنة، قال ابن القيم : «فإذا تدبر المسلم كلام الله وسنة نبيه؛ شهد قلبه أمورًا من صفات الله وعقوباته وانتقامه، وكيف خاف الأنبياء والملائكة والصالحون، وليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن وإطالة التأمل وجمع الفكر على معاني آيات الكتاب العزيز، فلا تزال معانيه تنهض العبد إلى ربه بالوعد الجميل، وتحذره وتخوفه بوعيده من العذاب الوبيل، وتحثه على التضمر والتخفف للقاء اليوم الثقيل» (٣).

التفكر في الذنوب والسيئات، والتقصير في الطاعات، التي نسي العباد أكثرها، والله محصيها لا يغادر منها صغيرة ولا كبيرة ﴿وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا﴾ [الجن: ٢٨].


(١) سبق تخريجه.
(٢) ينظر: موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين، للقاسمي (ص: ٢٩٠).
(٣) مدارج السالكين (١/ ٤٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>