وفي ذلك يقول أحد الأعراب: البعرة تدلُّ على البعير، والأثر يدلُّ على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فِجاج، وبحار ذات أمواج، أَلَا تدلُّ على اللطيف الخبير؟!
ومما يروى عن الإمام أبي حنيفة ﵀، أنه جاءه نفر من الزنادقة، فسألوه دليلًا يدلُّهم على وجود الله ﷿، فقال لهم: أمهلوني ثلاثة أيام، فأمهلوه، وبعد الأيام الثلاثة أقبلوا إليه، وهو منهمك الفكر، فسألوه عن سبب هذا التفكير، فقال لهم: إني أفكر في سفينة مليئة بالأحمال، وليس عليها قائد ولا ربَّان، وتسير في عباب البحر، وتقطع طريقها بدون مَن يقودها، حتى إذا وصلتْ إلى شاطئ البحر أَنزلت حمولتها بنفسها، فقالوا له: أجننتَ، كيف يعقل هذا؟! فقال لهم: فكيف بعالَمٍ فسيح وكون كبير وسموات وأرض وجبال وبحار، أيعقل أن تسير بدون خالق يُدَبِّرُ أمورَها … فما كان منهم إلا أن آمنوا بالله ورسوله (١).