للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن مظاهر ذلك:

هو الوارث سُبْحَانَهُ الذي يبقى بعد فناء الوارثين، فكل ما سواه زائل، وكل من عداه فان ﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ﴾ [الحجر: ٢٣]، ومن ذلك:

يفنى الملوك وأملاكهم، كما فني فرعون وجنده، وقارون وملكه، والنمرود وجبروته.

ويفني أولو القوة والشدة، كما فنيت عاد التي لم يخلق مثلها في البلاد، وثمود الذين جابوا الصخر بالواد، وأصحاب الأيكة، وقوم لوط، فلم يبق منهم عين ولا أثر، بل بقيت أخبارهم عبرة للمعتبرين، وأسمارهم عظة للمتعظين (١)، قال تَعَالَى: ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ﴾ [القصص: ٥٨]، وقال سُبْحَانَهُ: ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا﴾ [مريم: ٩٨].

وتفنى الدنيا وما فيها من أولها إلى آخرها، كما قال سُبْحَانَهُ: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ﴾ [مريم: ٤٠] [مريم: ٣٩]، ويفنى ما عليها من إنس وجن، ودواب، بل حتى من في السماء يفنى إلا من شاء الله ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: ٢٦ - ٢٧] (٢).


(١) ينظر: تفسير السعدي (ص: ٥٠١).
(٢) ينظر: تفسير ابن كثير، رقم الحديث: (٧/ ٤٩٤)، تفسير السعدي، رقم الحديث: (ص: ٨٣٠)، فقه الأسماء الحسنى، البدر، رقم الحديث: (ص: ٢٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>