للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَاكِهِينَ (٢٧) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ﴾ [الدخان: ٢٥ - ٢٨] «فسبحان من يؤتي الملك من يشاء، وينزعه ممن يشاء، ويعز من يشاء بطاعته، ويذل من يشاء بمعصيته» (١).

ويورثهم الأرض، كما أورث رسول الله وصحبه أرض بني قريظة التي كانت من شرفها وعزتها عند أهلها لا يستطيع المسلمون وطأها، قال تَعَالَى: ﴿وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا﴾ [الأحزاب: ٢٧] (٢)، وكما أورث صدر هذه الأمة البلاد والعباد، ففتحوا مشارق الأرض ومغاربها، وحصل مع ذلك الأمن التام والتمكين التام؛ مصداقًا لقوله تَعَالَى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾ [النور: ٥٥].

ولا يزال هذا الوعد قائمًا إلى قيام الساعة، فإن قام المسلمون بالإيمان والعمل الصالح، وجدوا ما وعدهم الله به ولو بعد حين، وإنما يسلَّط عليهم الكفار والمنافقون ويدلون عليهم، بسبب إخلالهم بالإيمان والعمل الصالح (٣).


(١) تفسير السعدي (ص: ٥٩٢).
(٢) ينظر: تفسير السعدي (ص: ٦٦٢).
(٣) ينظر: المرجع السابق (ص: ٥٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>