للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- حياء المرأة مع نبي الله موسى :

قال تَعَالَى: ﴿فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا﴾ [القصص: ٢٥].

وقد أثنى الله على مشيتها، فقال: ﴿تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ﴾ مشيةَ الفتاة الطاهرة الفاضلة العفيفة، حين تلقى الرجال ﴿عَلَى اسْتِحْيَاءٍ﴾ في غير ما تَبَذُّل ولا تبَرُّجٍ، يقول السعدي : «وهذا يدل على كرم عنصرها، وخلقها الحسن؛ فإن الحياء من الأخلاق الفاضلة، وخصوصًا في النساء» (١)، وقد جاءته لِتُنْهِيَ إليه دعوةً في أقصَر لفظ، وأخصرِه، وأدلِّه، يحكيه القرآن بقوله: ﴿إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا﴾ [القصص: ٢٥].

- حياء المرأة التي تُصرَع:

عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس : «أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتِ النَّبِيَّ ، فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَع، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللهَ لِي، قَالَ: إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ، فَقَالَتْ: أَصْبِرُ، فَقَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا» (٢).

حدثنا محمد، أخبرنا مخلد عن ابن جريج، أخبرني عطاء: «أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ عَلَى سِتْرِ الْكَعْبَةِ» (٣).


(١) تفسير السعدي (ص: ٦١٤).
(٢) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٥٦٥٢)، ومسلم، رقم الحديث: (٢٥٧٦).
(٣) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٥٦٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>