للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِذَا غَضِبَتْ أَوْ أُسِيءَ إِلَيْهَا أَوْ غَضِبَ -أَيْ: زَوْجُهَا- قَالَتْ: هَذِهِ يَدِي فِي يَدِكَ لَا أَكْتَحِلُ بِغُمْضٍ حَتَّى تَرْضَى» (١).

الرفق بالأبناء، وفي ذلك روى أبى هريرة ، أن الأقرع بن حابس أبصر النبى يقبِّل الحسن، فقال: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ» (٢).

الرفق مع عامة الناس:

يقول ابن القيم : «من رفق بعباد الله رفق الله به، ومن رحمهم رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد الله عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن منعهم خيره منعه خيره، ومن عامل خلقه بصفة عامله الله بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة، فالله تَعَالَى لعبده حسب ما يكون العبد لخلقه» (٣)، وفي هذا المعنى شواهد نبوية كثيرة، منها:

قوله لعائشة: «يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ» (٤).

قوله : «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ الله رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ» (٥).


(١) أخرجه الطبراني في المعجم الصغير، رقم الحديث: (١١٨) حكم الألباني: حسن لغيره، صحيح الترغيب والترهيب، رقم الحديث: (١٩٤١).
(٢) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٥٩٩٧)، ومسلم، رقم الحديث: (٢٣١٨).
(٣) الوابل الصيب، لابن القيم (ص: ٣٥).
(٤) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٢٥٩٣).
(٥) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>