للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا صحيح ثابت عنه ، وأما إطلاقه على الله فله معنى غير هذا، وهو المولى والمالك والمتصرف والرب الذي يربي خلقه بالنعم، وبما يصلح لهم، وما يصلحهم (١).

ويمكن الجمع- أيضًا- بأن يحمل النهي على إطلاق لفظ السيد على غير المالك والإذن بإطلاقه على المالك، وكذلك أن الكراهة خاصة بالنداء، فيكره أن يقول: يا سيدي، ولا يكره في غير النداء» (٢).

فاللهم إنا نسألك يا الله يا سيدنا، أن تغفر لنا ذنوبنا،

وأن لا تحوجنا لغيرك.


(١) ينظر: شرح فتح المجيد، للغنيمان. هذا الكتاب عبارة عن دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، ورقم الدرس هو: ١٣٤، ويوجد أقوال أخرى في المسألة مدارها على الجواز، وهي: الجواز مطلقًا بلا كراهة، إلا إذا خيف من الغلو؛ فإن النبي خاف عليهم من الغلو، فإذا خيف على الإنسان من الغلو يُنهى عن ذلك، أما إذا لم يُخفْ عليه من الغلو فلا بأس؛ عملًا بالأحاديث الكثيرة التي جاء فيها إطلاق السيد على المخلوق، وهناك قول رابع ألمح إليه المشايخ، وهو: أنه لا يجوز إطلاق السيِّد على الشخص في حضوره ومواجهته، ويجوز إطلاقه عليه وهو غائب؛ لأن النبي إنما استنكر هذا لما واجهوه به ، فيُمنع مواجهة الإنسان بقول: «أنت السيِّد»، «أنت سيِّدنا»، أو ما أشبه ذلك؛ خوفًا عليه من الإعجاب بنفسه، كما نهى النبي من مدح الإنسان حال حضوره. إعانة المستفيد (٢/ ٢١٣/ ٢١٤).
(٢) ينظر: فتح الباري، لابن حجر (٥/ ١٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>