للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه، فيأتي المرض أو المصيبة؛ ليكونا سببًا في التخلص منها، فالشفاء ليس بالضرورة هو المعافاة من المرض، أو زواله بالكلية، و في هذا يقول ابن القيم وهو يعدد حكم الله ﷿ ورحمته في المصائب: «السابع: أن يعلم أن هذه المصيبة هي دواء نافع ساقه إليه (الطبيب) العليم بمصلحته، الرحيم به، فليصبر على تجرعه ولا يتقيأه بتسخطه وشكواه، فيذهب نفعه باطلًا، والثامن: أن يعلم أن في عقبى هذا الدواء من الشفاء والعافية والصحة وزوال الألم ما لم تحصل بدونه، فإذا طالعت نفسه كراهة هذا الدواء ومرارته، فلينظر إلى عاقبته وحسن تأثيره» (١).

ويؤكد السعدي ذلك بقوله: «إن الغالب على العبد المؤمن أنه إذا أحب أمرًا من الأمور فقيض الله له من الأسباب ما يصرفه عنه أنه خير له، فالأوفق له في ذلك أن يشكر الله، ويجعل الخير في الواقع؛ لأنه يعلم أن الله تَعَالَى أرحم بالعبد من نفسه، وأقدر على مصلحة عبده منه، وأعلم بمصلحته منه، كما قال تَعَالَى: ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: ١٩] فاللائق بكم أن تتمشوا مع أقداره، سواء سرتكم أو ساءتكم» (٢).

ومما يعين العبد على ذلك: أن يعلم بعضًا من الحِكم في دائه الذي يرجو منه شفاء، ومنها:

١ - مغفرة الذنوب:

عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة ، عن النبي


(١) طريق الهجرتين وباب السعادتين (١/ ٤١٦).
(٢) تفسير السعدي (١/ ٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>