للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصلح إيمانه إلا المرض ولو عافيته لأفسده ذلك، إني أدبر أمر عبادي بعلمي بما في قلوبهم، إني خبير بصير» (١).

- هو القابض الباسط الكريم الحكيم، قال تَعَالَى: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ﴾ [المائدة: ٦٤] فيداه سحاء الليل والنهار، وخيره في جميع الأوقات مدرارًا، وخزائنه ملأى، لا تغيضها النفقة، فإذا بسط بسط بجوده وكرمه من غير إسراف ولا تبذير، وإذا قبض فلحكمة بالغة، لا بخلًا وشحًّا، ولا نقصًا وفقرًا، ولا ظلمًا وجورًا (٢).

- هو القابض الباسط الرحيم اللطيف، يعطي عبده حاجته رحمة منه وشفقة به، ويمنعه رحمة به ولطفًا؛ لعلمه أنه لو بسط له لكان في ذلك هلاكه وشقائه، قال تَعَالَى: ﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ﴾ [الشورى: ٢٧] (٣).

- هو القابض الباسط الحليم الذي لا يمنع من عصاه بسطه، ولا يحرمه خيره، فهؤلاء اليهود- قبحهم الله- قالوا مقالتهم القبيحة ﴿يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾ [المائدة: ٦٤] فلم يمنعه مقالهم من أن يبسط خيره عليهم (٤).

- هو القابض الباسط الواسع الذي شمل بسطه الحركات، وقبضه السكنات، قال ابن القيم : «يشهد العبد حركات العالم وسكونه صادرة عن الحق تَعَالَى في كل متحرك وساكن، فيشهد تعلق الحركة باسمه (الباسط)،


(١) ينظر: تفسير الطبري (٢١/ ٥١١)، تفسير السعدي (ص: ٧٥٤، ٧٥٩).
(٢) ينظر: تفسير السعدي (ص: ٢٣٨).
(٣) ينظر: تفسير السعدي (ص: ٧٢٧).
(٤) ينظر: المرجع السابق (ص: ٢٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>