وأما دلالته على الألوهية: لما فيه من إقامة الحجة بما ثبت في الربوبية على الألوهية، قال تَعَالَى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٦١) اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٦٢) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [العنكبوت: ٦١ - ٦٣] فمن كان بيده القبض والبسط، والنفع والضر، وتدبير الأرزاق مستبدًّا بها من غير مشارك ولا مؤزر؛ استحق العبادة وحده دون ما سواه؛ فكما أنه الواحد في قبضه وبسطه وتصريفه وتدبيره فليكن الواحد في عبادته جل في علاه» (١).
وأما دلالته على الأسماء والصفات: لما في هذا الاسم من الدلالة على أسماء وصفات أخرى، فأما الأسماء: فهذا الاسم دال على اسم الله الحي، القيوم، الرزاق، العزيز، العليم، الخبير، الحكيم، الحليم، الرحيم ونحو ذلك.
وأما الصفات: فهذا الاسم دال على صفة الإرادة، واليدين لله ﷻ، فأما الإرادة فلكونه ﵎ يبسط لمن أراد وشاء، ويقبض عمن أراد وشاء، قال سُبْحَانَهُ: ﴿اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ﴾ [الرعد: ٢٦]، وقال: ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [سبأ: ٣٦].
وأما اليدين فلكونه ﵎ يبسط يداه بما شاء، ويقبضهما بما شاء، قال تَعَالَى: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ﴾ [المائدة: ٦٤]، وقال سُبْحَانَهُ: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ
(١) ينظر: تفسير ابن كثير (٦/ ٢٩٤)، تفسير السعدي (ص: ٦٣٥).