للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ضَرَبَ رسولُ الله مثلًا للبخيل والمتصدق، أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة : (مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ مَثَلُ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ قَدِ اضْطُرَّتْ أَيْدِيهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا فَكُلَّمَا هَمَّ الْمُتَصَدِّقُ بِصَدَقَتِهِ اتَّسَعَتْ عَلَيْهِ حَتَّى تُعَفِّيَ أَثَرَهُ وَكُلَّمَا هَمَّ الْبَخِيلُ بِالصَّدَقَةِ انْقَبَضَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ إِلَى صَاحِبَتِهَا وَتَقَلَّصَتْ عَلَيْهِ وَانْضَمَّتْ يَدَاهُ إِلَى تَرَاقِيهِ فَسَمِعَ النَّبِيَّ يَقُولُ فَيَجْتَهِدُ أَنْ يُوَسِّعَهَا فَلَا تَتَّسِعُ) (١)؛ فهذا مثل انشراح صدر المؤمن المتصدق وانفساح قلبه، ومثل صدر البخيل وانحصار قلبه» (٢).

أن الله ﷿ جعل اللوم ساقطًا عن أهل الإحسان إذا فعلوا ما يقدرون عليه، قال تَعَالَى: ﴿مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: ٩١] (٣).

قال الشيخ السعدي : «ويستدل بهذه الآية على قاعدة، وهي: أن من أحسن على غيره، في نفسه أو في ماله، ونحو ذلك، ثم ترتب على إحسانه نقص أو تلف، أنه غير ضامن لأنه محسن، ولا سبيل على المحسنين، كما أنه يدل على أن غير المحسن- وهو المسيء- كالمفرط، أن عليه الضمان» (٤).

أن الله ﷿ جعل رحمته قريبة من أهل الإحسان، قال تَعَالَى: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الأعراف: ٥٦].


(١) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٢٩١٧)، ومسلم، رقم الحديث: (١٠٢١).
(٢) زاد المعاد (٢/ ٢٢).
(٣) ينظر: تفسير السعدي (ص: ٣٤٨).
(٤) تفسير السعدي (ص: ٣٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>