للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال : «مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ» (١).

معرفة حقيقة الدنيا: فالعبد إذا تيقن أن الدنيا طبعت على كدر، والإنسان فيها كادح ومكابد، وأنها لا تصفو لأحد، ولو صفت لصفة للخليلين إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم، وأنها سجن المؤمن، كما قال : «الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ» (٢)، وأن المؤمن إذا مات استراح من نصبها وشدتها، كما روى البخاري ومسلم عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري أنه كان يحدث: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ» (٣)؛ قاده ذلك كله للتسليم والرضى.

الدعاء: الثبات والتثبيت عند نزول المصاب هو من الله ﷿ وحده، فالمثبت من ثبته الله، والراضي من أرضاه الله، والصابر من صبره الله، قال تَعَالَى: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ [إبراهيم: ٢٧]، وقال عن أم موسى: ﴿وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [القصص: ١٠]،


(١) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (٧٤٧٩)، والترمذي، رقم الحديث: (٢٣٩٩)، حكم الألباني: صحيح، صحيح الجامع الصغير، رقم الحديث: (٥٨١٥).
(٢) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٢٩٥٦).
(٣) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٦٥١٢)، ومسلم، رقم الحديث: (٩٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>