للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا ذكر لبعض الوسائل التي تعين على هذا الخلق الكريم:

تذكر كثرة حلم الله على العبد:

قال أَبُو حاتم : «الواجب على العاقل إذا غضب واحتد: أن يذكر كثرة حلم الله عنه، مع تواتر انتهاكه محارمه، وتعديه حرماته، ثم يحلم ولا يخرجه غيظه إلى الدخول في أسباب المعاصي» (١).

تذكر الفضل والثواب المترتب على الحلم.

استشعار أن مقابلة المسيء بجنس عمله لا تفيد شيئًا، ولا تزيد العداوة إلا شدة، وبضد ذلك الحلم عليه والإحسان إليه فإنه يقلب العداوة مودة، كما قال أصدق القائلين: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: ٣٤] (٢).

ترويض النفس على الصبر والتخلق به؛ فقد بين الله ﷿ أن السبيل للعفو عن المسيء ومقابلة إساءته بالإحسان الذي هو من أعظم صور الحلم سبيله الصبر، قال تَعَالَى: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (٣٤) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا﴾ [فصلت: ٣٤، ٣٥] قال ابن عاشور : «فالصابر مرتاض بتحمل المكاره وتجرع الشدائد وكظم الغيظ، فيهون عليه ترك الانتقام» (٣).


(١) روضة العقلاء، لابن حبان (ص ٢١٢).
(٢) ينظر: تفسير السعدي (ص ٧٤٩).
(٣) التحرير والتنوير (٢٤/ ٢٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>