للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحول هذا المعنى تدور أقوال العلماء:

- قال الطبري : «(الحي) فإنه يعني: الذي له الحياة الدائمة، والبقاء الذي لا أول له بحد، ولا آخر له بأمد؛ إذ كان كل ما سواه فإنه وإن كان حيًّا فلحياته أول محدود، وآخر ممدود، ينقطع بانقطاع أمدها، وينقضي بانقضاء غايتها» (١)، وقال أيضًا: «وصف نفسه بالحياة الدائمة التي لا فناء لها ولا انقطاع، ونفى عنها ما هو حال لكل ذي حياة من خلقه، من الفناء وانقطاع الحياة عند مجيء أجله» (٢).

قال الزجاج : «الحي يفيد دوام الوجود، والله تَعَالَى لم يزل موجودًا ولا يزال موجودًا». (٣)

قال الخطابي : «الحي من صفة اللهتَعَالَى هو الذي لم يزل موجودًا، وبالحياة موصوفًا، لم تحدث له الحياة بعد موت، ولا يعترضه الموت بعد الحياة، وسائر الأحياء يعتورهم الموت أو العدم في أحد طرفي الحياة أو فيهما معًا، و ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [القصص: ٨٨]» (٤).

قال ابن كثير : «الحي الذي لا يموت أبدًا، الذي هو ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [الحديد: ٣] الدائم الباقي السرمدي الأبدي» (٥).


(١) تفسير الطبري (٥/ ٣٨٦).
(٢) المرجع السابق (٦/ ١٥٧).
(٣) تفسير أسماء الله الحسنى (ص ٥٦).
(٤) شأن الدعاء (ص ٨٠).
(٥) تفسير ابن كثير (٦/ ١١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>