خلق الإنسان على أطوار ومراحل، وفق تركيب وتركيب دقيق عجيب، يقول تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ [المؤمنون: ١٢، ١٤]، فبدأ بنطفة حتى اكتمل بأحسن صورة، وفي أحسن تقويم، كامل الأعضاء، مستوفي الأجزاء، محكم البناء، كما قال تَعَالَى: ﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾ [غافر: ٦٤]، ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤].
فاوت بين عباده فيما خلق لهم، «فمنهم من يهب له إناثًا، ومنهم من يهب له ذكورًا، ومنهم من يزوجه، أي: يجمع له ذكورًا وإناثًا، ومنهم من يجعله عقيمًا لا يولد له»(١).