للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إياه بما لم يكرم به أحدًا من الأنبياء، فلم يدعه باسمه في القرآن قط، بل يقول تَعَالَى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾ [الأحزاب: ٢٨] ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأحزاب: ٥٩]» (١).

إجلال ثلاثة نص عليهم النبي في قوله: «إِنَّ مِنَ إِجْلَالِ اللَّهِ: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ، غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ، وَلَا الْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ» (٢).

فمن إجلال الله: تعظيم الشيخ الكبير في الإسلام، بتوقيره في المجالس، والرفق به، والشفقة عليه، ونحو ذلك كل هذا من كمال تعظيم الله لحرمته عند الله، وإجلال حامل القرآن وإكرامه لحفظه كتاب الله، وسماه حاملًا له؛ لتحمله المشقة في ذلك، وإجلال السلطان القسط العادل بين الناس (٣).

إجلال حرمات ذي الجلال وحدوده:

فعظمة الله تَعَالَى وجلاله في قلب العبد تقتضي تعظيم حرماته؛ «لأن تعظيم حرمات الله من الأمور المحبوبة لله، المقربة إليه، التي مَن عظَّمها وأجلَّها أثابه الله ثوابًا جزيلًا، وكانت خيرًا له في دينه، ودنياه وأخراه عند ربه.

وحرمات الله: كل ما له حرمة، وأمر باحترامه، بعبادة أو غيرها، كالمناسك كلها، وكالحرم والإحرام، وكالهدايا، وكالعبادات التي أمر الله العباد بالقيام بها، فتعظيمها: إجلالها بالقلب، ومحبتها، وتكميل العبودية


(١) الصارم المسلول على شاتم الرسول (ص: ٤٢٢).
(٢) أخرجه أبو داود (٤٨٤٣)، والبخاري في الأدب المفرد (٣٥٧)، حكم الألباني: حسن، صحيح الجامع الصغير (٢١٩٩).
(٣) انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود، للعظيم آبادي (١٣/ ١٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>