للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّبِيُّ فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ فَسَكَتَ، فَقَالَ: مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ، لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟ فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: لِي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: أَفَلَا تَتَّقِي اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللهُ إِيَّاهَا فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ» (١).

فهذه نماذج من رحمة رسول الله ، وقد أمرنا بالتأسي به، كما قال تَعَالَى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: ٢١].

وما سبق أمثلة على الرحمة، وإلا فأفرادها وصورها كثيرة جدًّا لا تكاد تحصى؛ لأنه ما من معاملة من المعاملات أو رابطة من الروابط الاجتماعية أو الإنسانية، إلا وأساسها وقوام أمرها الرحمة.

فاللهم يا رحمنا يا رحيم، برحمتك نستغيث، أصلح شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.


(١) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (١٧٦٩)، وأبو داود، رقم الحديث: (٢٥٤٩)، حكم الألباني: صحيح، صحيح أبي داود، رقم الحديث: (٢٥٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>