للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شرهم وشر النار، فقال تَعَالَى: ﴿قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ [الأنبياء: ٦٩].

ويسلمهم من العذاب الذي ينزله بأقوامهم بإنجائهم، كما أنجى الله نوح ومن معه من المؤمنين من الغرق، قال تَعَالَى: ﴿قِيلَ يَانُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [هود: ٤٨].

- تسليمهم من الكفر والشرك والضلال، ومن شياطين الجن والإنس ووساوسهم، ويسلمهم من الضلال وطرق الغواية بالهداية إلى الطريق المستقيم، قال تَعَالَى: ﴿يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [المائدة: ١٦] (١).

- تسليمهم من الفتنة؛ فتنة الشبهات والشهوات، كما سلم يوسف من الوقوع بامرأة العزيز مع قوة الداعي، قال تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾ [يوسف: ٢٤].

- تسليمهم من الفتنة الكبرى، فتنة المسيح الدجال، كما في تسليمه سُبْحَانَهُ للرجل الذي أخبر عنه رسول الله بقوله: «يَأْتِي الدَّجَّالُ، وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ المَدِينَةِ (٢)، فَيَنْزِلُ بَعْضَ السِّبَاخِ (٣) الَّتِي تَلِي


(١) ينظر: تفسير ابن كثير (٣/ ٦٨).
(٢) النقاب: أي: طرقها وفجاجها، وهو جمع نقب وهو الطريق بين جبلين. شرح النووي على مسلم (١٨/ ٧١).
(٣) السباخ: حمع سبخة، وهي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر. النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ٣٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>