للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالله العفو الذي لم يزل، ولا يزال بالعفو معروفًا، يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من الغفور، ولكنه أبلغ منه؛ فإن الغفران ينبني عن الستر، والعفو ينبني عن المحو، والمحو أبلغ من الستر (١).

قال الكفوي : «يتمثل الفرق بين العفو والغفران في أمور عديدة، أهمها:

أن الغفران يقتضي إسقاط العقاب، ونيل الثواب، ولا يستحقه إلا المؤمن، ولا يكون إلا في حق البارئ تَعَالَى؛ أما العفو فإنه يقتضي إسقاط اللوم والذم ولا يقتضي نيل الثواب، ويستعمل في العبد- أيضًا-.

العفو قد يكون قبل العقوبة أو بعدها، أما الغفران؛ فإنه لا يكون معه عقوبة البتة، ولا يوصف بالعفو إلا القادر عليه.

في العفو إسقاط للعقاب، وفي المغفرة ستر للذنب وصون من عذاب الخزي والفضيحة» (٢).

ثانيًا: اقتران اسمه سُبْحَانَهُ (العفو) باسمه سُبْحَانَهُ (القدير):

جاء هذا الاقتران مرة واحدة في القرآن الكريم، وذلك في قوله تَعَالَى: ﴿إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا﴾ [النساء: ١٤٩].

وجه الاقتران:

«من المعلوم أن العفو الممدوح هو الذي يصدر مع القدرة على


(١) ينظر: تفسير القرطبي (١/ ٣٩٧)، غرائب القرآن ورغائب الفرقان، لنظام الدين النيسابوري (٢/ ٤٢١).
(٢) الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية، للكفوي (ص: ٦٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>