للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال السعدي : «الغني بذاته، الذي له الغنى التام المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات؛ لكماله وكمال صفاته، فلا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه، ولا يمكن أن يكون إلا غنيًّا؛ لأن غناه من لوازم ذاته، كما لا يكون إلا خالقًا قادرًا رازقًا محسنًا، فلا يحتاج إلى أحد بوجه من الوجوه، فهو الغني الذي بيده خزائن السماوات والأرض، وخزائن الدنيا والآخرة، المغني جميع خلقه غنى عامًّا، والمغني لخواص خلقه مما أفاض على قلوبهم من المعارف الربانية والحقائق الإيمانية» (١).

قال ابن القيم في نونيته:

وَهوَ الغَنِيُّ بِذَاتِهِ فَغِنَاهُ ذَا … تِيٌّ لَهُ كَالجُودِ والإِحْسَانِ

اقتران اسم الله (الغني) بأسمائه الأخرى سُبْحَانَهُ في القرآن الكريم:

أولًا: اقتران اسم الله (الغني) باسم الله (الحليم):

تقدم بيانه في اسم الله (الحليم).

ثانيًا: اقتران اسم الله (الغني) باسم الله (الحميد):

تقدم بيانه في اسم الله (الحميد).

ثالثًا: اقتران اسمه سُبْحَانَهُ (الغني) باسمه سُبْحَانَهُ (الكريم):

جاء هذا الاقتران مرة واحده في القرآن الكريم، وهو قول الله ﷿: ﴿قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾ [النمل: ٤٠].


(١) تفسير السعدي (ص: ٦٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>